القائمة الرئيسية

الصفحات

السائق وتحرير مدينه الفاو العراقية القصة ( 9 ) الجزء الاول

ذكريات سائق شاحنة
القصة التاسعة ( 9 ) 
الجزء الاول

السائق وتحرير مدينه الفاو العراقية



أثناء الحرب العراقية الايرانية، كنت متجها بشاحني المحملة بمادة الأرز ( التمن باللهجة العراقية ) لمدينة البصرة العراقية

واثناء مسيري جنوبا، وبالتحديد من مدينة الفالوجة، ولغاية مدينة الناصرية كنت الاحظ تحرك غير طبيعي يحدث ..لاحظت إن الشاحنات العراقية ( القلابات ) محملة بمواد صخرية رسوبية، متوقفة بساحات على جوانب الطرق

بكل المحافظات التي ممرت بها، وما لفت انتباهي أيضاً، أن الشاحنات المحملة بهذه المواده كانت كثيره جدأ،! وكأن شاحنات العراق كلها محملة بالصخور ..

قلت بنفسي شيئاً غريباً وغير طبيعي سوف يحدث بالساحة العراقية، كل المؤشرات تدل على ان هذه الشاحنات سوف تتجه لمكان وموقع واحد ..

ولكن الله اعلم الى اين تكون وجهتها.. وشاهدت كثيرا من المعدات الحربية من مدفعيات وناقلات جنود روسية الصنع متوقفة بالمعسكرات المحاذية للطريق العام ما بين مدينة الديوانية ومدينة السماوه ..

وصلت الى مستودعات المنشأه العامة للغذاء بالبصرة ..وتم تفريغ الحمولة من الشاحنة، وختم اوراق تفريغ الحمولة بختم المنشأة..

ركنت شاحنتي بساحة المنشأة، وتوجهت لسوق مدينه البصرة لشراء بعض الحاجيات ..وفي اليوم الثاني فجراً توكلت على الله متوجهاً للاردن

وبينما كنت مابين الناصرية والسماوية، شاهدت من الطريق العام، وانا أقود الشاحنة شاحنات اردنية، متوقفة داخل حرم معسكرات للجيش العراقي...

فاستغربت من هذا الأمر، فتجاوزت المعسكرات، متجها لمدينة السماوة وبعد حوالي خمسة كيلو متر من نهاية المعسكرات، كان يوجد سيطرة للجيش العراقي إستوقفني أحد أفرادها وقال: لي أعطيني جواز سفرك لو سمحت ..

قلت : له لماذا فأجابني ضابط نجمتين على كتفة ..نريد ان تنقل لنا معدات للجيش، ولا أعلم ما هي وجهتكم ..

فقلت له : أنا أردني وكذلك شاحنتي أردنية وغير مسموح بقانون وزارة النقل العراقية أن تحمل الشاحنات الأجنبية بضائع داخل المحافظات العراقية ..

فقال لي أعلم ... ولكن جائتنا أوامر بذلك ..فحجز جواز سفري وقال : الضابط لأحد أفراد الجيش وعلى ما أعتقد كان اسمه( حميد ) توجه به الى معسكر الحجز ..

فعرفت حينها ان الشاحنات الأردنيه التي شاهدتها داخل المعسكرات التي بالطريق هي مثلي تم احتجازها ..

وعند دخولي لمعسكر الحجز قابلت كثيرا من الزملاء ،التي أيضاً تم إحتجازهم مع شاحناتهم ..فتبادلنا الحديث لما يتم إحتجازنا..

والى اين سوف يتم تحميل الشاحنات كل هذا ولا أحد يعلم شئ...في الصباح الباكر تم استدعائنا ليحاضر بنا آمر السرية ..

وقال لنا هذا العراق عراق العرب جميعا وعلينا ان ندافع عن هذه الأرض لأخر رجل من العرب الشرفاء ونريد ان نحمل شاحناتكم بذخائر ومعدات عسكرية ولنصبح جاهزين للتحرك حسب أوامر القيادة ولا تقولوا لي الى اين سنذهب لانني لا أعلم...

يتبع الى ( الجزء الثاني )



هل اعجبك الموضوع :

تعليقات

https://pagead2.googlesyndication.com/pagead/js/adsbygoogle.js
التنقل السريع