القائمة الرئيسية

الصفحات

الخليجي ورجل الاستخبارات العراق القصة الثامنة ( 8 )

ذكريات سائق شاحنة
القصة الثامنة 8 )
الخليجي ورجل الاستخبارات العراق

ايام الحرب العراقية الايرانية، كان المنفذ الاهم والأكبر، للبضائع التي تستوردها الحكومة العراقية، هو خليج العقبة بالاردن.
. في ذلك الوقت، كانت الحكومة العراقية، تستورد ثمانون بالمئة من البضائع، وخصوصا المواد الغذائيه، عبر هذا الخليج ..
حملت شاحنتي أنا وصديق لي، بمادة الحنطه ( القمح ) من خليج العقبة الى العراق، وبالتحديد لجمرك الفالوجه.. ومن الجمرك، يتم تحويل الشاحنات، المحملة بالمواد الغذائية، للمحافظات العراقيه ..
وبينما كنا بمعبر طريبيل الحدودي، وهو معبر حدودي بين الاردن والعراق ..واقفين على السرى ( الدور) لختم جوازات السفر لدخول العراق، لم يكن في ذلك الوقت صالة مخصصة لختم الجوازات ..
كان من بين الواقفين على الدور ( السرى )، رجل من هيئة لبسه إنه خليجي، الدشداشة البيضاء والحطه البيضاء ( الشماغ )، وماسك بيده جواز سفره، كان لون جواز السفر الخارجي ( الجلده الخارجية ) أحمر، وكان بذلك الوقت الذي كنا ننتظر لختم الجوازات، أحد افراد الاستخبارات العراقية بالخارج، يتمشي!! بجانب الزائرين ،من سائقين وغيرهم من الذين يريدون زيارة العراق ..ومن جميع الجنسيات العربية، ما عدا السوريين، لأن بذلك الوقت كانت العلاقة بين الحكومتين العراقية والسورية متوتره..
شاهد الرجل الخليجي الذي يحمل جواز السفر الاحمر يظن انه دبلوماسي من بعيد.. جاء رجل الاستخبارات العراقي لعنده
قال له : أعطني جواز سفرك، فأعطاه إياه ..مسكه وقلبه بين يديه.. وتبين له انه ليس دبلوماسي ..انه من دولة الامارات العربيه المتحده، وبالتحديد من رأس الخيمة ..
ومن المعروف إن لون جوازات سفر المواطنيين الاماراتيين أحمر، من الخارج فقال رجل الاستخبارات للرجل الاماراتي إسمع شنو أقول لك يا معود ..قال له تفضل ..
قال له رجل الاستخبارات الاردن جارتنا.. والسعودية الكعبة وقبر الرسول بيها.. وسوريا حافظ الاسد حاكمها.. والخيمة سكن امي وابوي بيها ..بس عمري ما عرفت راسها فين .فقال له بنبره جلفه وبصوت عالي ..روح روح
خذ جوازك واطبق بالسرى أريد أسب عليك وعلى اللي أنطاك جواز سفر أحمر
والرجل المسكين أصبح وجهه احمر كلون جواز سفره لم يتكلم أو يتفوه بإي كلمة تُذكر ..في ذلك الوقت سمعنا ما قال رجل الاستخبارات للخليجي ..نريد ان نضحك فمسكنا أنفسنا من الضحك خوفاً من أحراج مشاعر الرجل ( موقف مضحك بمعنى الكلمة )
ولم يعرف السبب الذي جعل رجل الاستخبارات أن يتصرف معه ذلك ..الا عندما قلنا له إنه يحسب إنك رجل دبلوماسي ويريد ان يختم لك الجواز بدون ان تقف على السرى ( الدور ) فخاب ظنه ليخدمك، ولغاية في نفس يعقوب قضاها
ودمتم سالمين

آخوكم ناجح سلهب التميمي




هل اعجبك الموضوع :
author-img
كاتب ومشرف مدونة الاسلام طريق النجاة youtube facebook facebook twitter

تعليقات

https://pagead2.googlesyndication.com/pagead/js/adsbygoogle.js
التنقل السريع