القائمة الرئيسية

الصفحات

السائق وتحرير مدينه الفاو العراقية القصة ( 9 ) الجزء الثاني

 

ذكريات سائق شاحنة
القصة التاسعة ( 9 ) 
الجزء الثاني


السائق وتحرير مدينه الفاو العراقية

وبالفعل تم تحميل الشاحنات، التي كان عددها اكثر من مائة شاحنة، ما بين أردنية وعراقية بالمعدات والذخائر الحربية ..

بقينا حوالى خمسة أيام، ننتظر الى ان تمت الاوامر بقيادة الشاحنات، الساعة العاشرة ليلاً.. إنطلقنا كمجموعة ( كامبوي ) كان أمامنا جيب عسكري، لكي يدلنا على الطريق التي سوف نسلكها ..

وكانت معنا حماية مسلحة، بسيارات رباعية الدفع، مجهزة برشاشات ترافقنا ..وعند منتصف الطريق السريع المؤدي لمدينة البصرة ..توقفنا للإستراحة، حوالي نصف ساعة وبحسب أوامر القياده العليا ..

تم التحرك والتوجه ليسار الطريق العام عبر الصحراء، باتجاة الجنوب الغربي، لا نعرف الىاين سيحول بنا المطاف.. وقبل طلوع الفجر تم إيقافنا في الصحراء القاحلة، ننظر يمينا وشمالا وشرقا وغربا لا تشاهد شيئاً سوى الصحراء ..

وقد تم إرسال لنا الطعام من الارزاق العسكرية ..وكان من بين الذين يرافقونا بالمسير، ضابط برتبة عميد لا أذكر أسمه ..قال لنا سوف نبقى هنا إلا أن يحل المساء وسوف نكمل مسيرنا..

وتابع قائلاٌ ..الان أريد أن أخبركم بشئ هام، جائتنا الأوامر من القيادة العليا بتحرير مدينه الفاو بإذن الله سبحانه وتعالى من القوات الايرانية بعد إحتلال دام سنتين ..وبالفعل تحركنا في المساء الى أن وصلنا الى منطقه قريبة من أرض رخوة، مملوئة بالمياة..

وكان بإستقبالنا عدد كبير من الجنود لتنزيل المعدات والذخائر من الشاحنات..وجاءت الأوامر أيضا الشاحنات التي تم تفريغ حمولتها بإن تنطلق لمعسكرات قريبة من مدينة الناصريه لجلب قذائف وذخائر أيضاً وكنت واحداً منهم ولا أريد ان أطيل عليكم ذهبنا للتحميل ..

وكان مسيرنا كله ليلاً ..وعند الفجر رأينا قذائف المدفعية والصواريخ تصب حممها بأتجاة الجنوب وكثير من السائقين بطريقة عفوية تصرخ بصوت مرتفع ( الله أكبر .. الله أكبر ) .. وكما أذكر كان ذلك في 17 نيسان 1988..أول يوم من شهر رمضان المبارك وتم تسمية هذه المعركةوباسم ( معركة شهر رمضان المبارك ) ..

وعلمنا ان المعركة قد بدأت ..ولا اخفيكم أنا وزملائي قد أصابنا الخوف، ببدايتها ( لو تذبحنا لم ينزل نقطة دم واحده منا من الخوف ) ألا أنني مع وجودي مع أصدقائي من السائقين ليومين متتاليين نسمع القذائف وأزيز الرصاص ونشاهد الجندي العراقي وكأنه ذاهب لنزهه كانت معنوياتهم مرتفعة جداً، زال هذا الخوف وأصبح الوضع شيئاً إعتياديا بالنسبة لناً ..

وفي المساء زادت حدة القتال وزادت كثافة وأصوات المدافع، ورأينا الطائرات الهيلوكبتر ( السمتيه ) تمر من فوقنا ..وقد علمت أيضا إن الشاحنات ( القلابات ) المحملة بالصخور التي كانت متوقفة بالساحات هي لطمر وتجفيف المناطق الرخوة..

التي غطتها القوات الايرانية بالمياة لكي تصعب الامر على دخولها بالنسبة للجيش العراقي ..وهي أيضاً ضمن تخطيطات عسكرية عراقية ..كي تخترقها الأليات والمعدات العسكرية العراقية ..

وبعد يومين رجعنا الى المعسكر الذي تم إحتجازنا به، وقد أخبرنا ضابط من السرية إنه والحمد لله قد إستعاد الجيش العراقي، ( مدينة الفاو ) وتم تحريرها من الغزاة الايرانيين ورفع العلم العراقي بها ..

وتريد القيادة أن تكرمكم بوقوفكم بجانبا ..فقلت له في أي يوم تريد القيادة أن تكرمونا ..

فقال لا أعلم ..وعلى حسب معلوماتي قريبا..ً من المتوقع أن يكون بعد أسبوع على الأقل ..فقلت له هذا وقت طويل، ونحن غائبين عن أهلنا مدة اكثر من خمسة عشرة يوما ..والتكريم الذي نريده أن تعطونا جوازات سفرنا لنغادر العراق لأهلنا ..وأجمل تكريم لنا إنكم وبفضل الله حررتم ( مدينة الفاو ) من أيدي الغزاة الغاصبين وعادت الى كنف العراق..

فقال: الضابط أريد ان أستشير بذلك آمر السرية وبالصباح آتيكم بالخبر ..
وبالفعل بحوالي الساعة العاشرة صباحا تم الإجتماع بنا من قبل آمر السرية، فأثنا علينا وشكر موقفنا وبكلمات تفرح الروح وأعطانا جوازات سفرنا ..

بعد أن قال لنا لو تنتظروا لتكريمكم رسميا مع أفراد الجيش العراقي، بالاسبوع المقبل .. لكأن من الامور التي تسعدني وتفروحني وأمر بتزويد شاحناتنا بالوقود..

وكانت حجتنا قويه إننا تأخرنا عن الأهل، مدة طويلة ولانريد ان يصيبهم القلق علينا
والحمد لله أن العراق قد إستعاد مدينة الفاو من أيدي الايرانيين ..وعدنا الى أهلنا بالاردن سالمين والحمد لله..

هذه الذكرى، ذكرى تحرير ( مدينة الفاو ) هي من أجمل ذكريات عمري، التي لن أنساها، ما دمت على قيد الحياة...


ودمتم سالمين

آخوكم ناجح سلهب التميمي
السائق وتحرير مدينه الفاو العراقية القصة ( 9 )



هل اعجبك الموضوع :

تعليقات

https://pagead2.googlesyndication.com/pagead/js/adsbygoogle.js
التنقل السريع