القائمة الرئيسية

الصفحات

السائق ومفتش الجمارك الاردني القصة الحادية عشر (11)

 ذكريات سائق شاحنة

القصة الحادية عشر (11)

السائق ومفتش الجمارك الاردني

ذهبت الى السوق في العاصمة السعودية ( الرياض ).. وبالتحديد لمحلات بيع الأجهزة الكهربائية، تجولت بالمحلات فاشتريت جهاز تلفاز، وجهاز فيديو، وثلاجة صغيرة..لغرفة النوم..

وكانت أسعار الاجهزة بالمملكة العربية السعودية، أقل بكثير من عندنا في الأردن، فإستأجرت تكسي وتوجهت لشاحنتي، وقد وضعت الأجهزة بكبينة الشاحنة بجانبي ( غرفة السيارة )..

وكنت متأكد إنني سوف أقوم بدفع رسوم جمركية، على هذه الأجهزة ..فتوكلت على الله بعد ان حملت الشاحنة ببضاعه الى الأردن، وصلت الى الحدود السعودية الاردنية ( الحديثة )..

فقمت بعمل الإجرائات الازمه للتخليص على البضاعة، وبعدها توجهت الى الحدود الأردنية ( العمري )، للتخليص ايضاً على البضاعة ..فتوقت على الدور ( السرى ) للتفتيش، وأنا على يقين أن الأجهزة التي اشتريتها، سوف أدفع عليها رسوم جمركية

فجاء دوري على التفتيش من قبل موظف الجمارك الأردنية ..بعد عمل أيضاً الاجرائات للخروج بالنبسة للتخليص وغيرها من الاجراءات ..

سألني موظف الجمارك الأردني، وكان معه أحد العمال ليساعده بالتفتيش، ماذا يوجد بهذا التنك ..وأشار بيده الى تنك الماء الذي بأسفل الشاحنة، قلت له لا شئ إنه تنك ماء ( وأنتم تعلمون أصدقائي ما من شاحنة الا ويوجد تنك صغير للماء الصالح للشرب لغايات الغسيل والطبخ والوضوء ) ..

فقال : أنا اشك إنك تهرب به شيئا..
قلت: دع العامل الذي معك يُنزل التنك من بطن السيارة، وإقطع الشك باليقين وإفحصه، إذا انا مهرب به شيئاً ام لا..

ومن المعروف عن هذا المفتش إنه من المفتشين الجلفين، والمتكبرين ..قال بل أنت سوف تنزله، لكي اُفتشه وكان اُسمه ( إبراهيم )..

فقلت: والله لو لم أخرج من هذا الحد، سنه كامله يا محترم، لا ينزله إلا أنتم ..عندك عمال دعهم ينزلوه هم، وتجاذبت معه بالحديث..

فقال : على كيفك أريد أن أرى أنا ولا أنت يثبت كلامه على الثاني.. فذهب وتركني وفتش الشاحنات التي كانت بعدي ..وأنا بهذه الفتره ذهبت الى (مدير الجمرك)، فشرحت له ما حصل معي من الألف الى الياء ..

كان المدير بالعقد الرابع من عمره إستمع لي وتفهم ما قلت له... ومن خلال حديثي معه، وشكوتي له تبين إنه من الموظفين المتعلمين إصحاب الأخلاق الحسنة ..

فضغط على كبسة الجرس التي بمكتبه حضر مراسل المدير..
وقال له: إذهب وأحضر لي كرت للخروج، فذهب المراسل وأحضر له الكرت..

فقال لي: إن هذا المفتش أكثر من شخص جاء يشكو من تصرفاته، وأنا أعرف كيف أتصرف معه ..كم رقم شاحنتك فذكرته له وأعطاني الكرت..

وقال لي: إذهب للقلم كي تختمه ..بعد ختم جواز سفرك .. شكرته وأثنيت على أخلاقه وتفهمه لمشكلتي ..وبالفعل ختم الكرت وجواز السفر، وبعدها ذهبت لشاحنتي كي أخرج من الجمرك،صادفني هذا المتكبر..

قال لي: مصمم بعدك على موقفك..
قلت له: أسمع انا مثل ما قلت لك مصمم سوف اقول لك شيئاً لتريح بالك ..أنظر ماذا يوجد بيدي، وتمعن بالنظر وما أن شاهد كرت الخروج بيدي، حتى أصابه الجنون..

فقال: من أعطاك اياه قلت له إذهب الى مديرك، وهو يقول لك من أعطاني الكرك، فابتسمت بوجهه إبتسامه الانتصار والإستهزاء..

سوف لن ينساها أبد الدهر، وركبت السياره وإنطلقت للخروج وأنا أنظر اليه مع إبتسامه هو يفهمها ...وتوقعت ان تصيبه جلطه من هذا الموقف ..

والأجهزة التي كنت اريد أن ادفع جمركها لم تجمرك وجاءت هذه المشكلة التي حصلت معي لصالحي ..

ودمتم سالمين
آخوكم ناجح سلهب التميمي





هل اعجبك الموضوع :

تعليقات

https://pagead2.googlesyndication.com/pagead/js/adsbygoogle.js
التنقل السريع